أقسام الوصول السريع (مربع البحث)

📰💬

مسؤولة عملات مشفرة: اختطاف متداول بيتكوين واحد أسبوعياً

مسؤولة عملات مشفرة: اختطاف متداول بيتكوين واحد أسبوعياً

في ظل الارتفاع المستمر لشعبية البيتكوين والعملات المشفرة، حذّرت ألينا فرانوفا، المؤسسة المشاركة لشركة SatoshiLabs، من موجة متصاعدة من الهجمات التي باتت تُعرف باسم “المفتاح الإنجليزي” (Wrench Attacks)، إلى جانب حوادث الخطف والاعتداءات الجسدية التي تستهدف أصحاب المحافظ الرقمية، بهدف انتزاع مفاتيحهم الخاصة بالقوة.

وخلال كلمتها في مؤتمر Baltic Honeybadger 2025 الذي انعقد في ريغا – لاتفيا، رسمت فرانوفا صورة قاتمة لواقع بعض حاملي البيتكوين، قائلة:

> "كل أسبوع، على الأقل، هناك شخص في مكان ما من العالم يُختطف أو يُعذَّب أو يُبتز بسبب امتلاكه لبيتكوين، وأحيانًا تكون العواقب أسوأ من ذلك."

وما قد يظنه البعض خطرًا يقتصر على كبار المستثمرين، أو أصحاب الثروات الرقمية الضخمة، ليس سوى تصور خاطئ، بحسب فرانوفا، إذ أوضحت أن حتى المستثمرين الصغار قد يصبحون أهدافًا للمجرمين. واستشهدت بحوادث فعلية تم فيها اختطاف أشخاص مقابل مبالغ لا تتجاوز 6 آلاف دولار من العملات المشفرة، بل ووصل الأمر في بعض الحالات إلى القتل من أجل 50 ألف دولار فقط.

بياناتك قد تفتح الباب للمجرمين

التحذير الأكبر الذي وجهته فرانوفا لم يكن عن العنف المباشر فحسب، بل عن البيئة التي تمكّن المجرمين من اختيار أهدافهم. وأشارت إلى أن تسريبات البيانات من منصات التداول المركزية التي تُلزم المستخدمين بإجراءات “اعرف عميلك” (KYC)، ومن شركات البرمجيات التي تخزن معلومات العملاء، توفر للمجرمين معلومات شخصية قيّمة، مثل الأسماء الحقيقية وعناوين السكن، لتسهيل استهداف الضحايا.

وقالت:

> "هناك اليوم أكثر من 80 مليون هوية لمستخدمي البيتكوين والعملات المشفرة متاحة على الإنترنت نتيجة التسريبات، بينها 2.2 مليون هوية تحتوي على عناوين منازل."

وأضافت أن وتيرة هذه الهجمات ترتبط بشكل وثيق بأسعار البيتكوين، إذ تتصاعد بشكل ملحوظ خلال فترات السوق الصاعدة، عندما يزداد اهتمام العامة بالاستثمار وتعلو قيم المحافظ الرقمية.

تسريبات حديثة تؤجج المخاطر

خلال مايو الماضي، كشفت منصة **Coinbase** عن خرق أمني أدى إلى تسريب بيانات مجموعة من عملائها، بما في ذلك عناوينهم السكنية ومعلومات شخصية أخرى حساسة.

ولم يكن ذلك الحادث الوحيد، ففي يونيو، نشر موقع Cybernews تقريرًا أشار إلى وجود قواعد بيانات على الإنترنت تحتوي على أكثر من 16 مليار سجل لتسجيلات دخول مسربة، تشمل منصات عملاقة مثل Apple و Facebook و Google.

مثل هذه التسريبات لا تهدد فقط الخصوصية الرقمية للمستخدمين، بل تفتح الباب أمامهم لهجمات أكثر تنوعًا وخطورة، مثل التصيد الاحتيالي، والهندسة الاجتماعية، وسرقة الهوية، وحتى الاختراقات الموجهة التي تهدف لسرقة الأصول الرقمية.

رسالة فرانوفا ليست مجرد دعوة للانتباه، بل إنذار حقيقي لحاملي العملات المشفرة بضرورة التعامل مع مسألة الأمان على أنها أولوية قصوى، خصوصًا في عالم أصبح فيه الخط الفاصل بين الجريمة التقليدية والجرائم الإلكترونية شبه معدوم. فامتلاكك لمحفظة رقمية لا يعني أنك مهدد فقط بالقرصنة من وراء الشاشة، بل قد يجعلك عرضة لخطر جسدي إذا وصلت بياناتك إلى الأيدي الخطأ.